حقوق وحريات ومجتمع مدني

سجين يعرض كليته للبيع بمليون ريال للخروج من السجن

المستقلة خاص ليمنات

 

ما أقسى اللحظات التي يعيشها المرء على هامش الحياة، وما أشد مرارة الحياة عندما تختل الموازين وتغيب العدالة ويختلط الحق بالباطل.. في أحد عنابر السجن المركزي بصنعاء يقبع السجين محمد  الاصبحي منذ سبع سنوات.. رغم أن الحكم القضائي الذي أدخله السجن قضى بسجنه ثلاث سنوات لا أكثر وتغريمه مبلغ 960 ألف ريال، ولعجزه عن سداد المبلغ ظلت فترة سجنه مفتوحة بلا نهاية..

لم يعد الاصبحي بعد أن ضاقت به جدران السجن قادراً عن تحمل المزيد والاستمرار سنوات وسنوات انتظاراً لعفو رئاسي لم يصدر وربما لن يصله أبداً.. فقرر أن يأخذ زمام المبادرة بعد أن ضاقت عليه نفسه واستبدت به الوحشة لرؤية الأهل والأحباب وفي مقدمتهم والداه وأطفاله..

قرر محمد  أن يبيع كليته بمليون ريال، ليدفع المبلغ الذي عليه 960 ألف ريال ويطلق سراح نفسه بعد أن أصابه اليأس من عفو الدولة التي لا يشمل قرار عفوها السنوي عن سجناء المديونيات سوى أصحاب الوساطات والمحسوبيات وأصحاب المبالغ التافهة.. كما يقول الاصبحي في رسالته “للمستقلة”.

ويقول الاصبحي في رسالته: المجتمع ينظر إلى السجين كأنه مجرم، وإن كان أكثر من في السجون مظلومين، إن ما دفعني لبيع كليتي هو عدم استطاعتي دفع المبلغ المذكور، ولرؤيتي والدي ووالدتي وأطفالي وهم عاجزون عن فعل أي شيء من أجلي.. والأكثر مرارة أن أعمامي وأخوالي رجال أعمال لكنهم تخلوا عني ولم يحركوا ساكناً.. فماذا أفعل؟!.. لم أجد سوى أن أبيع كليتي وتسديد ديني، لأخرج إلى أهلي وأطفالي.. لقد اشتقت كثيراً للجلوس معهم وتناول الإفطار على مائدتهم، لقد افتقدت هذا الجو الروحاني طيلة 7 سنوات ولم أعد أستطيع التحمل أكثر..

واختتم الاصبحي رسالته بالقول: أناشد رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة، وجميع المنظمات والجمعيات وفاعلي الخير أن يلتفتوا للمعسرين الذين طال بقاؤهم في ظلمات السجون ولا يستطيعون سداد ما عليهم من ديون، وحتى لا يقدم أحد من هؤلاء المظلومين على ما أقدمت عليه لبيع كليته أو أحد أعضائه لسداد دينه..

زر الذهاب إلى الأعلى